مضت 100 عام منذ أن خرج المناضل الأعظم من كيرالا ضد استبداد بريطانيا محمد عبد الرحمن “الصاحب” منقطعا من دراساته في الجامعة الملية الإسلامية إحدى الجامعات العظمى في الهند حاليا الواقعة في عليكره (من حيث تأسست هناك في بادية الأمر ثم تغيرت إلى دلهي)، استجوابا لنداء مناضل الهند مولانا محمد علي جوهر، والتحق بمؤتمر حزب المؤتمر الوطني المنعقد في أوتابالام (Ottappalam Conference of INC) يوم 23 أبريل 1921م بمحافظة بالاكات في كيرلا، في طريقه للخوض في تيار النضال التاريخي في كيرلا لاستقلال الهند.
زعامته للحركة في كيرلا مشهودة جدا حتى احتوت على إلقاء خطب أشعلت نار الحرب الزايدة على بريطانيا، ونشر الصحائف والجرائد مثل “الأمين” التي اجتهدت بطريقه نحو ترسيخ قيم الإصلاح الديني وازدهار الوطنية الهندية، والنشاطات القانونية عونا على حركة الاستقلال وغيرها…
لقي تعذيبا عظيما من الحكم البريطاني واعتقل مرات متعددة خاصة لمشاركته الرائدة في “حركة عدم التعاون” من حيث لا يتعاون الهنود مع الاستبداد الإنجليزي في أي شكل من الأشكال، أو حركة “ساتياجراها الملح” في ساحل البحر بكالكوت، استجوابا لنداء غاندي لمخالفة “قانون ممانعة صنع الملح” المعلن في ساحل البحر بدندي في ولاية غوجرات عام ١٩٣٠، كما تم حجز جرائده وإيقافها خاصة لما قامت طوائف الاعتقادات الخرافية والأورثدوكسية المسلمة من معاونة السلطات الإنجليزية عام ١٩٣٩؛ كل منها عرفته في تاريخ كيرلا بلقب “أسد كيرالا”.
كان تلميذا سياسيا لرائد القوات المسلحة “جند الهند الوطني” (INA) سوباش تشاندرا بوس من بنغال، كما وقف بكل جهوده ضد فكرة دولتين البشعة (الهند وباكستان) خطة عرضتها بريطانيا أمام الهنود، حتى كتب وخطب ضدها، بعد أن اجتهد كثيرا للتعايش والتسامح بين المسلمين والهندوس خاصة فيما بعد مجازر مليبار بأيدي بريطانيا عام ١٩٢١.
ولد في عام ١٨٩٨ في كودونغالور في مملكة كوشن في تلك الأيام للاحتلال البريطاني. بعد دراساته الثانوي التحق للتعليم الجامعي في مدراس، وبعد ذلك في عليكره بالجامعة الملية الإسلامية التي أسسها بعض من الزعماء المسلمين في حركة الاستقلال الهندي آنذاك.