هذه سنة من سنن الله عز وجل أن من ولد في هذه الدنيا فإنه سيموت ويرتحل إلي الدار الآخرة طبقا لقوله تعالى: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. وكل منا سيلقي هذا المصير إلا أن البعض تكون بموته خسارة كبيرة لا تنسى إلى زمن بعيد ويزداد الهم والغم أضعافا مضاعفة، وهكذا كانت رحلة البروفيسور سيد خالد حامدي. حدث هذا الأمر الفاجع في اليوم التاسع من شهر يناير سنة ٢٠٢٢م.
ولد الاستاذ عام ١٩٥٦م في بلدة رام بور بولاية أوترا برديش الهندية. وتلقى تعليمه البدائي من أبيه العلامة سيد حامد علي ونال شهادة الفضيلة من جامعة الفلاح بأعظم جراه، وبعده التحق بالجامعة الملية الإسلامية بنيو دلهي، وواصل دراسته هناك حتى أكمل الليسانس والماجستير والدكتوراه، وفاز بالدرجة الممتازة في جميع الشهادات العلمية. ومن حسن حظه أنه انتخب الأستاذ المساعد في قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية سنة ١٩٨١م، ثم ترقى إلى درجة البروفيسور وتقاعد من الجامعة في السنة الماضية فقط.
كان الأستاذ خالد متدينا ملتزما وصاحب الغيرة في قضايا الدين والشريعة وهو رجل القلم وصاحب كلمة الحق في وجه الباطل وأهله، كما قد ساهم إلى مجالات تاريخ الإسلام وتاريخ الأدب العربي، وكان له دقة نظر في علوم القرآن والحديث، ووقف نفسه لأجل تقديم التعاليم الإسلامية والعقائد الصحيحة، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، ولهذا كان يعتبر متشددا في إحقاق الحق وإبطال الباطل. قدم الأستاذ أكثر من عشرين مؤلفة في موضوعات مختلفة، نظرا إلى غاية الإفادة وإيصال تعاليم الدينية إلى جميع شعوب الهند لجأ إلى اللغة الأردية والهندية، وهذا لا يعني أنه ما قدم إنتاجه العلمية في اللغة العربية فمن مؤلفاته في لغة الضاد: “تاريخ علم الحديث في الهند”، “مساهمة الهند باللغة العربية في أدب الحديث النبوي” في ست مجلدات.
انتقل الأستاذ خالد الحامدي إلى جوار الله بسبب نوبة قلبية، وصلى عليه صلاة الجنازة عدد كبير من أحبائه وزملائه وطلابه ودفن في مدفن “غور غريبان” الواقع بمجمعات أبي الفضل السكنية في جامعة نغر في نيو دلهي. تقبل الله مجهوداته العلمية وتغمده بنعمه وكرمه وجعل الجنة مثواه.