تشهد كيرالا القيام باحتفالات “أونام” العظيمة في تاريخ كيرالا، وهي احتفال بمناسبة حصاد المزارع خاصة عند الطبقات المنبوذة من الهندوس خاصة والمزراعين معهم عامة.
توجد كثير من الاعتقادات حول جذور هذا الاحتفال إلا أنه متأكد عند الجميع أنه احتفال بنماسبة الحصاد للمزارع في المنطقة التي يطلق عليها كيرالا اليوم. كثيرة النظريات التاريخية والاجتماعية والعرقية تشير إلى أن كانت احتفالات خاصة للملوك ض الدرافيديين بطوائفهم المختلفة في حين وآخر، رغم أن أمكانهم ومناطقهم غير متأكدة. وبعض من الهندوس النخبويين (حسب نظام الطبقية الهندوسية) يعتقون أن احتفالات “أونام” في الحقيقة دليل على ظهور مندوب إله من آلهتهم اسمه “فامانا” حيث احتال على ملك من المنبوذين، حتى لم يبق عند الملك أرض ليعطي الرجل المقدس البراهمي المذكور فعرض عليه رأسه حتى ركله ودفنه في الأرض دية لما لم يستطع إعطاء ما وعد للبراهمي.
يضاف إلى هذا اعتقاد المنبوذين عامة أن الملك باسم “مهابالي” كان ملكا من المنبوذين باللون الأسمر جدا ولم يكن صاحب البطنة والسمنة إنما كان قويا وسيما يدل على قواه وحياته المنظمة مع الظروف القاسية بل بسيطة وليست الفاخرة والفارهة الكسولة حتى يكون له بطن كبير وجسد سمين. وعلى كل حال، يعتقد الكثير في كيرالا أن هذا الملك يحضر بدون أن يراه الناس بينهم، ويستانس حالاتهم وحياتهم كما كان يفعله أيام حياته من ضمن ما كان يقوم بحكم دولته حكما عادلا سليما من التمييز والتعذيب وإنما كانت دولته مؤسسة على أصول البساطة والعدالة والمساواة. فكان الناس أيضا يتابعونه في الأخلاق حيث لم تكن هناك الأكاذيب والسرقة في الدولة، والتمييز والجور والفسق أيضا.
ويلفت أنظارنا أن احتفالات “أونام” المليبارية تمتاز بتنظيم طعام جماعي وتمثيل الناس بحضور الملك “مهابال” وتجولهم بين الجيران والأسواق، ورسم أشكال “كولام” الجنوب هندية لكن بالأزهار وليست بدقيق الأرز وغيرها. نرى في كيرلا كلها شرقا وغربا في المدارس والكليات والمعاهد التربوية والمحلات التجارية هذه الرسمات بالأزهار الزاهية، مع بعضها تكون مصطبغة حسب التقاليد الهندوسية إذا لزمت. يذكر أن النساء هن الأكثر تحريضا في المشاركة في هذه العادات وتنظيمها، ويلبسن ألبسة زاهية على الطريقة المليبارية المعروفة باسم “ساري” مع أشكالها المختلفة وألانها المتنوعة.
من الجدير بالذكر طعام معين مصحوب مع احتفالات “أونام” وهو عبارة عن رز مع مرقات مختلفة الأنواع وسلطات متنوعة جدا تدل على عبقرية من قام بطبخها، حيث تكون أحيانا في بعض بيوت الأثرياء أكثر من أربعين نوع من المرقات والسلطات، طبعا كلها تنتهي بشربة أو شرتين، من حيث يتم شربها في نهاية الأكل مزدوجا مع خبز مكسر مصنوع من غرام أسود. يتوفر صور كثيرة لهذا الطعام الجميل نفسه ولا تسألونا عن جمالة المجالس لهذا الطعام!!
ويذكر أن منطقة ملبار يعني شمال كيرالا يختلف كثيرا جدا عن جنوب كيرالا، ففي الثقافة والتاقليد والعادات وحتى في المظاهر الشخصية للناس بشكل عام والأساليب الاجتماعية، منها اختلاف الطعام والمنظور الغذائي أيضا، فشمال كيرالا ينفق كثيرا مقارنة للطعام ومعه رغدة الحياة طبعا لسبب أغلبية المسلمين ووفود العرب إسكانهم في هذه المناطق حتى منذ عهد رسول الله صلعم نفسه أو بعيده، فطعام شمال كيرالا شهي أكثر من جنوب كيرالا إلا الأنواع المعينة بهذه النطقة فأصحابها ممتازون فيها، ومن هذا النطلق نرى اختلاف في طعام “أونام” أيضا، حيث يتم تناوله بدون اللحوم تمام في الجنوب، بينما أن اللحوم تأكل في معظم أماكن ومحافظات من منطقة ملبار.
ومن الجدير بالذكر هنا رقص هندوسي اسمه “تيرو فاتيرا” الخاصة بالنساء، حيث يرقصن ذلك في مجالس النساء، وذلك أصلا للحصول على أزواج ممتازين إلا أنه يتم رقصها كنوع جميل من ضمن نشاطات احتفالات “أونام” عندما تكون هندوسيات كالحضار والمنظمين.