مقاليد الزواج في كيرالا الهندية

طبعا، الزواج أمر مهم في الحياة، وليس له شيء مثيل في كل حياتنا. يمكن أن نتزوج مرتين أو أكثر، ولكن الزواج الأول شيء غير مسبوق وكذلك أنه لا يتكرر أبدا في حياتنا…كثير منا قد تزوج وبعضهم يعيشون برغدة ورفاهة، وبعض أخرون يواجهون المشاكل والمصائب مصحوبة بالفقر، ولكن معظمهم يعيشون العيش بالأمن والسلامة التي يحصلونها من داخل هذا النظام الإلهي العظيم، الأسرة.

الزواج، إضافة إلى كل من محاسنه المعنوية التي لا تحصى ولا تقدر، فإن لها بعض من المحسنات اللفظية أيضا وهي توجد في بدايته أي عند ما يحدث الزواج. عقد حفلة الزواج أمر كبير جدا بالنسبة إلى الفقراء والمساكين وكذلك للأعنياء والملوك. رغم النبي صلعم سيد المؤمنين ورحمة للعالمين قد قال إن “أفضل النكاح أيسرهم مؤنة” أو كما قال، فإن قوم المسلمين كالأقوام الأخرى في الهند بشكل خاص وكأي قوم أخر في العالم بشكل عام، ينفقون على زواجهم كما كبيرا من أموالهم ومعظمها للزي والتزيين والتجمييل المؤقت.

يجتمع كثير من أعضاء الأسرة والجيران في بيت العروس والعريس قبل الزواج بيومين أو أكثر، ثم يساعدون على أهالي البيت في إدارة البيت واستقبال الضيوف والأصدقاء خاصة الذين من أماكن بعدية منهم، إضافة إلى مشراكتهم الفعالة في تنظيم كل الترتيبات المؤدية إلى عقد زواج “جميل” حسب ما قصده العريس وأبوه. يلبسون لباسا جميلة جدا، وبعضهم يبيعونها بدفع أموال طائلة وينفقونها كلها في يوم واحد حيث أنهم لا يلبسونها مرة ثانية في حياتهم!! تجتمع كثيرة من النساء في بيت العريس والعروس ثم يضعون الحنة على يدي الإثنين، إضافة إلى تجميلات متنوعة تختلف حسب المال والفكرة للجانبين.

ثم يأتي يوم الزواج فيخرج كل من البيتين، وما يكون للمؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليقوموا بتنظيمات مثل استقبال الراجعين من المسجد أو القاعة وإعطائهم شيئا للشرب والأكل، فلا يذهبون بعض منهم. يجتمع العروس والعريس وأهالهيم في مصلاهم الخاصين، ويتم عقد النكاح وتسمع العروس وفي بعض من المساجد ترى ما تجري من إجراءات ومراحل النكاح، خاصة المرحلة التي تتحول فيها من “فلانة بنت فلان” إلى “فلانة ذات بعل” جميل بمختلف النواحي الداخلية والخارجية وعلى الأقل الداخلية…

ثم يتم تنظيم المأدبة حيث جميع من حضر هناك يأكلون ولو بشيء مما أعد أهل العريس وفي هذه الأيام تكون حفلات الزواج منعقدة من كل الجانبين-جانب العروس وجانب العريس، لأن كلي الجانب يود حضور عدد كثير أو قليل من محبيهم وأقاربهم وأصدقائهم…وبعد ذلك تخرج العروس من موعد الحفلة أو البيت مع زوجها الجديد مخلية قلب أمها ويدي أبيها والدموع تفيض من أعين كثيرة تحن الذكريات من سنوات يناهز أو يجاوز عقدين…

وبعد هذه النقطة فالحياة حياتهما والأسرة في بيته غالبا إلا في بعض من الأماكن في كيرالا حيث أن الزوج يقيم في بيتها ولكلتي العادتين محاسنهما ومساويهما الخاصة…لو كان الله يفتنهما بحياة طيبة فتكون أمه وأهالي ذاك البيت إضافة إلى أقربائه طيبين، وبالعكس إن كان الله يفتنهما وخاصة إياها بحياة المشاكل…