التصنيفات

البدائع والطرائف الأدبية

المقالات والمخطوطات الجديدة

• • •

• • •

طرفة لغويّة – فِي يَوْمِ قِطْقِطٍ بساعاتٍ قطوط بالقَطَيْطَة تَقَطْقَطْتُ…

🔹يحكى عن شيخ متمكن في اللّغةِ العربيّةِ وله درس في جامعِ المدينة ِيستفيد الناس من أدبِه وعلمهِ ، أنه غاب ذات يوم عن درسِه وذلك لسفرِه في رحلةٍ إلى خارجِ المدينة.
وبعد عودته مارس التّدريس فِي المسجدِ كما كان كعادتِه السّابقةِ..
وعند استئناف أوّل درس لهِ، طلبَ منه تلاميذُه وصفَ مشهدٍ تعرّض له أثناءِ الرّحلة.

فقالَ لهم :

{فِي يَوْمِ قِطْقِطٍ بساعاتٍ قطوط بالقَطَيْطَة تَقَطْقَطْتُ ..حتى توقّفْتُ بجانبِ قَطَّاطٍ قطوطي فما رأيْتُ نظيرَ قُطَّه قَطّ.}

فضحك الطّلاّب وقالوا له : يا شيخ إنّ كلامك يثير الضحك بسببِ كثرةِ القطط فيه!!! ، ولم نفهمه البتة !.

تفسير كلام الشيخ :

🕳 في يومِ قٍطْقٍط : أي في يومٍ ممطر.
🕳 بساعاتٍ قطوط : أي ساعات اللّيل.
🕳 القطيطة : أعلى حافة الكهف .
🕳 تَقَطْقْطْت ُ: أي أسْرَعَتُ بسببِ المطر.
🕳 القطاط : الشخص الذي يخرط الحديد .
🕳 القطوطي : الشخص قصير الرجلين.
🕳 قُطه : سعره مرتفعًا
🕳 قَط : ظرف زمان لاستغراق ما مضى من الزمن وانقطع.

والتفسير الكامل هو :
في يوم ممطر بساعات الليل ، أسَرَعْتُ حتى توقفتُ بجانب شخص خرّاط للحديد (القطاط) ، قصير الرجلين … فما رأيْتُ نظيرَ سعرِه المرتفع إطلاقًا.


‏من طرائف اللغة العربية

يُقال إن رجلًا من فارس يجيد اللغة العربية بطلاقة حتى إن العرب عندما يكلمهم يسألونه من أي قبائل العرب أنت؟ فيضحك، ويقول: أنا فارسي وأجيد العربية أكثر من العرب.
ذات يوم وكعادته وجد مجلس قوم من العرب،
فجلس عندهم وتكلم معهم، وسألوه: من أي قبائل العرب أنت؟!
‏فضحك وقال: أنا من فارس وأجيد العربية خيرًا منكم.
فقام أحد الجلوس وقال له: اذهب إلى فلان بن فلان (رجل من الأعراب) وكلمه؛ فإن لم يعرف أنك من (العجم) فقد نجحت وغلبتنا كما زعمت.
وكان ذلك الأعرابي ذا فراسة شديدة.
فذهب الفارسي إلى بيت الأعرابي وطرق الباب فإذا بابنة الأعرابي
‏وراء الباب تقول: من بالباب؟!
فرد الفارسي: أنا رجل من العرب وأريد أباك.
فقالت: أبي ذهب إلى الفيافي فإذا فاء الفي أفى…
((وهي تعني أن أباها ذهب إلى الصحراء فإذا حل الظلام أتى))
فقال لها: إلى أين ذهب؟!
فردت عليه: فاء الفيافي كي يفيء بفيئة فإن فاءت الفاء فاء بفيئه.
‏(سيد الصحراء خرج ليعود لنا بصيد، فإن غربت الشمس عاد بصيده).
حتى سألتها أمها: يا ابنتي من بالباب؟
فردت: – أعجمي على الباب يا أمي.. 😁
فكيف لو قابل أباها؟

أوصلها محمد منيب الله بكلية جمال محمد بتريتشي في ولاية تاميل نادو.


الموضوع فيه إنّ

مِنْ ذكاء العرب ونباهتهم !

دائمًا يُقال ( الموضوع فيه إنّ )

ما قصة هذه الـ « إنّ » ؟
كان في مدينةِ حلَب أميرٌ ذكيٌّ فطِنٌ شجاعٌ اسمه (علي بن مُنقِذ )، وكان تابعًا للملك (محمود بن مرداس)

حدثَ خلافٌ بين الملكِ والأميرِ، وفطِن الأمير إلى أنّ الملكَ سيقتله، فهرَبَ مِن حلَبَ إلى بلدة دمشق .

طلب الملكُ مِنْ كاتبِه أن يكتبَ رسالةً إلى الأمير عليِّ بنِ مُنقذ، يطمئنُهُ فيها ويستدعيه للرجوعِ إلى حلَب

وكان الملوك يجعلون وظيفةَ الكاتبِ لرجلٍ ذكي، حتى يُحسِنَ صياغةَ الرسائلِ التي تُرسَلُ للملوك، بل وكان أحيانًا يصيرُ الكاتبُ ملِكًا إذا مات الملك

شعَرَ الكاتبُ بأنّ الملِكَ ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالةً عاديةً جدًا، ولكنه كتبَ في نهايتها :

” إنَّ شاء اللهُ تعالى “، بتشديد النون !

لما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف حذاقة الكاتب ومهارته، لكنّه أدرك فورًا أنّ الكاتبَ يُحذِّرُه من شئ ما حينما شدّدَ تلك النون!

ولمْ يلبث أنْ فطِنَ إلى قولِه تعالى :

( إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك )

ثم بعث الأمير رده برسالة عاديّةٍ يشكرُ للملكَ أفضالَه ويطمئنُه على ثقتِهِ الشديدةِ به، وختمها بعبارة :

« أنّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام ».

بتشديد النون !

فلما قرأها الكاتبُ فطِن إلى أنّ الأمير يبلغه أنه قد تنبّه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرُدّ عليه بقولِه تعالى :

( إنّا لن ندخلَها أبدًا ما داموا فيها )

و اطمئن إلى أنّ الأمير ابنَ مُنقِذٍ لن يعودَ إلى حلَبَ في ظلِّ وجودِ ذلك الملكِ الغادر.

ومنذ هذه الحادثةِ، صارَ الجيلُ بعدَ الجيلِ يقولونَ للموضوعِ إذا كان فيه شكٌّ أو غموض :

« الموضوع فيه إنّ » !