ندوة وطنية في كلية أنوار الإسلام العربية للبنات بمونغام احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع الرابطة العالمية للدفاع عن اللغة العربية افتراضيا:
(بقلم د. علي جعفر سي أتش، الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية، كلية أمل للدراسات العالية، نيلامبور، ملابرم، كيرالا)
تقديم: لقد تَزهَّرَ الأدب العربي الحديث بأياد أشخاص بارزين وخدماتهم التي تأصلت جذوره في مختلف الأجناس، من بينهم الأديب الليبي الدكتور خليفة محمد التليسي، يمتاز بمجهوده ومساهمته في تأليف الكتب والترجمة من الآخرين. وهو واحد من رواد الثورة الأدبية في ليبيا بسبب ثقافته الواسعة، وإطلاعه على حركات التجديد المتتابعة في أوروبا. وله أسلوب خاص في الترجمة، ولم تكن إبداعاته أدبية فقط، بل كان ناقدا حصيفا ثاقب البصيرة، ومؤرّخا متعمّقا، متبحّرا في كل مناحي اللغة والأدب والتاريخ. أعماله منشورة في آفاق المعارف، فإبداعياته تلزم على بحوث ودراسات قيمة.
ومضة إلى حياة التليسي: ولد خليفة محمد التليسي في محلة باب البحر بمدينة طرابلس في مايو 1930م، حيث كان يتعايش العرب والمالطيون واليونانيون في انسجام ووئام، هناك تفتحت مداركه ومحا أميته قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وتلقى تعليمه في طرابلس وبها درس مراحله التعليمية الأولى حتى المرحلة الثانوية، ونال شهادة المرحلة الثانوية وأنهى دراسته النظامية، حصل على شهادة دبلوم التعليم سنة 1948م وكان ترتيبه الأول على 142طالبا نجح منهم 16 فردا وكان في 18من سنه.
يقول التليسي :”أنا من سكان البحر، أعتز بذلك كل الاعتزاز، وللبحر شأن كبير جدا في أسرتي، وفي تاريخ أسرتي، جدي لأمي كان بحارا وأعمامي بحارة وأخوالي بحارة. باب البحر صنع لي اللقاء الأول لعشق الطبيعة”.
فإنه تزين في حياته مناصب فخورة لمختلف المجالات، عندما كان وزيرا للإعلام والثقافة أسس اللجنة العليا لرعاية الفنون والآداب، وتولى رئاستها في الفترات الأولى لتأسيسها. وكان أحد المؤسسين لجمعية الفكر. تولى رئاسة اللجنة العليا للإذاعة من 1962-1963م. كان الأمين العام المؤسس لاتحاد الكتاب والأدباء الليبيين 1976-1980م. وانتخب نائبا للأمين العام لاتحاد الأدباء خلال سنتي 1978-1979م. عمل محاضرا في كلية التربية بجامعة الفاتح خلال السنتين 1978-1979م. تولى رئاسة اللجنة العليا للإذاعة من 1962 إلى 1965، واشترك في مؤتمرات الأدباء العرب التي عقدت في الكويت والمغرب وليبيا والكتاب الليبيين المنعقد ببنغازي في فبراير 1973، ومؤتمر الأدباء العرب المنعقد بتونس في مارس 1973. كان رئيسا للوفد الليبي إلى مؤتمر الأدباء العرب في الجزائر 1975..
في عام 1974 صار رئيسا لمجلس إدارة الدار العربية للكتاب، المؤسسة المشتركة للنشر بين ليبيا وتونس، اشترك في عدة مؤتمرات وملتقيات ثقافية محلية وخارجية عربية ودولية. خلال سنتي 1978 و1979، أسس اتحاد الأدباء العرب وعمل أمينا عاما له وكان محاضرا في جامعة الفاتح.
وهو أول رئيس لرابطة الأدباء والكتاب بليبيا، وعضو بمجمع اللغة العربية بالأردن حتى وفاته، وبمجمع اللغة العربية بالجماهيرية الليبية، والمجلس التأسيسي للموسوعة العربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وبهذه السيرة العظيمة حصل التليسي مكانة بارزة على خارطة الثقافة العربية والعالمية، واعترف له الكثيرون بفضله، بعد أن توقفوا كثيرا عند آثاره. وأكرمه العالم لإسهاماته الأدبية والتاريخية، فمنحه المعهد الشرقي بجامعة نابولي “الدكتوراه الفخرية”، (University of Naples,Italy) كما أحسن إليه ليبيا حفاوة التكريم بوسام الفاتح وجائزة الفاتح التقديرية، ومنحته تونس جائزة الرئيس زين العابدين بن علي للثقافة المغربية عام 1999، والمملكة المغربية بالوسام العلوي المغربي وجائزة الثقافة المغربية.
توفي في يوم الأربعاء 13/1/2010 في أحد مستشفيات العاصمة في 80من عمره وشيع الأوساط الأدبية والثقافية الليبية يوم الجمعة جثمانه ودفن بمقبرة شهداء الهاني. ونعت الحكومة الليبية التليسي بأنه من أهم رجالات الفكر في ليبيا، بما خلفه من المؤلفات في التاريخ والأدب وترجمة أعمال عالمية كثيرة أثرى بها المكتبة العربية وساهم في تدعيم أسس الهوية العربية الإسلامية.نعت رابطة الأدباء والكتاب أمينها الحالي الذي فقدت ليبيا بوداعه أهم أعيانها إبداعا وإخلاصا وعطاء.
من أهم أعماله:
1. الشابي وجبران، طرابلس 1957
2. رفيق شاعر الوطن، المطبعة الحكومية 1965
3. مُعجم معارك الجهاد في ليبيا، دار الثقافة 1972
4. بعد القرضابية، دار الثقافة 1973
5. رحلة عبر الكلمات، وزارة الإعلام 1973
6. كراسات أدبية، الدار العربية للكتاب 1975
7. الفنان والتمثال للآداب 1967دار الثقافة 1967 ،ترجمة
8. قصص إيطالية دار الثقافة، ترجمة
9. ليلة عيد الميلاد 1968 ، ترجمة
10. طرابلس تحت حكم الأسبان 1968، ترجمة
11. طرابلس من – 1510 الفرجاني 1969
12. الرحالة والكشف الجغرافي في ليبيا دار الفرجاني 1971 ترجمة ،
13. ليبيا أثناء الحكم العثماني الفرجاني 1971
14. ليبيا منذ الفتح العربي حتى سنة 1911 دار الثقافة 1974، ترجمة
15. سكان طرابلس الغرب الثقافة سنة 1975 الدار، ترجمة
16. مذكرات جيولتي الجماهيرية سنة 1976 الدار العربية، ترجمة
17. برقة الخضراء للكتاب سنة 1991دار الفرجاني، مُراجعة
18. نحو فزان1971
19. تأملات في نُقوش المعبد، دار طرابلس سنة 1983
20. من الحصاد الأول، الدار الجماهيرية 1989
21. مُختارات من روائع الشعر العربي الدار العربية للكتاب 1983، الجزء الأول
22. مُختارات من روائع الشعر العربي الدار العربية للكتاب 1983 ، الثاني
23. معارك الجهاد من خلال الخطط الحربية الإيطالية، الدار الجماهيرية 1980
24. حكاية مدينة، الدار العربية للكتاب سنة 1985
25. زخارف قديمة، الدار الجماهيرية سنة 1986
26. ديوان خليفة محمد التليسي، الدار العربية للكتاب سنة 1989
27. هكذا غنى طاغور، الدار العربية للكتاب 1991
28. الأعمال الشعرية الكاملة للوركا، الدار العربية للكتاب 1991
29. محمد علي لاغا رائد الرسامين الليبيين، مجهول النشر الدار، إيطالي- عربي
30. قاموس التليسي العربية للكتاب 1984
31. مُعجم سكان ليبيا، دار الربان 1990 إيطالي- عربي
32. قاموس التليسي الدار العربية للكتاب سنة 1984 ،طُلابي
33. قصيدة البيت الواحد، دار الشروق 1990 الدار، الجزء الخاص ببرقة
34. قصائد من نيرودا، الدار العربية للكتاب1991
35. سُكان ليبيا العربية للكتاب 1990
36. مُختارات خليفة التليسي، من روائع توزيع الدارج 1الشعر العربي، العربية للكتاب 1991
37. مُختارات خليفة التليسي، من روائع توزيع الدارج 2، الشعر العربي، للكتاب 1991
38. مُختارات خليفة التليسي من روائع توزيع الدارج 3 الشعر العربي للكتاب 1991
39. مُختارات خليفة التليسي، من روائع توزيع الدارج 4 الشعر العربي للكتاب 1991
40. مُختارات خليفة التليسي، من روائع توزيع الدارج 5، الشعر العربي للكتاب 1991
41. اﻟﻤﺠانين، دار الربان 1991
42. وقفٌ عليها الحبّ، مجهول الناشر 1989
43. شاعر القرية، مجهول الناشر 1981
44. قدر المواهِب، مجهول الناشر 1990
45. وجوه وملامح، مجهول الناشر
46. معجم النفيس
في عالم المعاجم: خليفة محمد التليسي موسوعة في حد ذاته. له معاجم كثيرة، ومعجمه الباذخ النفيس من كنوز القواميس وهو خلاصة معجم تاج العروس للزبيدي ومراجعه الكبرى، ويرى خليفة بأن التاج يمتاز على المعاجم السابقة له وحتى على لسان العرب بعمله المعجمي الموسوعي.
النفيس من كنوز القواميس
بذل من سنوات عمره الكثير في علوم اللغة، وأنتج واحدا من أهم المعاجم اللغوية، ‘النفيس’الذي ينطبق عنوانه على ما فيه من ثروة لغوية لا حدَّ لضفافها.
النفيس أكبر دليل على معرفة التليسي العميقة بالتراث العربي، لغة وأدبا، فهو من الرجال الذين يعرفون أن الأصالة هي الوجه الملازم للمعاصرة، وأن أول التجديد هو قتل القديم فهما،والعمل على درسه وإظهاره على مذهب المرحوم أمين الخولي.
معجم معارك الجهاد في ليبيا 1911-1931
هذا الكتاب مرجع هام في تاريخ ليبيا المعاصرة، يرصد فيه الكاتب أهم معارك الثوار المجاهدين مع الاستعمار الإيطالي خلال بدايات القرن العشرين، إلى أن توقفت المعارك سنة1931. وهو كتاب فريد في بابه يؤرخ لفترة تاريخ ليبيا الحافـل بالبطولات والتضحيات.
معجم سكان ليبيا
“يضم هذا الكتاب جملة من المعلومات البشرية والاجتماعية والتاريخية والجغرافية التي تتعلق بليبيا.كتاب سكان ليبيا ترجمة خليفة التليسي للكاتب الإيطالي هنريكو دي أغسطين إلى كان ممنوعْا من النشرْ فـي ليبيا .قد جمع وصنف وصدر في فترة من أحرج الفترات التي مرّ بها الاستعمار الإيطالي في هذه البلاد. وهي الفترة التي أعقبت معركة القرضابية، وانحسار المد الاستعماري عن الدواخل،واقتصاره منذ أبريل 1915 على مدينتي طرابلس والحمص. وجلاءه عن كافة المواقع الداخلية بكل ما ترتب على هذا الجلاء من كوارث ومحن لحقت كافة الحاميات الإيطالية في مختلف البقاع”.
تبادل الثقافة في أعمال الترجمة عند التليسي
اهتم خليفة محمد التليسي بفن الترجمة اهتماما كبيرا حتى تضلع فيه واشتهر بأعمال ضخمة، ويعد كتابه “البحر المتوسط: حضاراته وصراعاته” آخر كتاب صدر في حياته عن المؤسسة العامة للثقافة
وسطع نجمه فيها منذ أن اكتشف “بيراندلوا” أحد أبرز كتّاب القصة في الإيطالية، فعن طريقه عرف القارئ العربي هذا الكاتب الإيطالي المهم الذي لم يكن يعرف عنه سوى مسرحيته الوحيدة “ستة شخصيات تبحث عن مؤلف” التي قيل أن عبد الناصر قد تأثر بها قبل الثورة. ولا ننسى تلك المختارات القصصية الجميلة التي حملت عنوان “ليلة عيد الميلاد” وقدم خلالها التليسي عددا آخرا من كتّاب القصة الإيطالية والفرنسية والاسبانية أبرزهم الكاتب “دينوبوتزاتي” صاحب رواية “صحراء التتار”وترجم له التليسي قصة بعنوان “سبعة طوابق” وهي من القصص الخالدة التي تظل في ذاكرة القارئ طول العمر”.
التليسي عاشق الشعر ما لبث أن أدار ظهره لترجمة القصة وأبحر باتجاه الشعر ففي أواخر الثمانينات فاجأ جمهور القراء والمثقفين بترجمته الرائحة لشاعر الهند العظيم “طاغور”، وعلى الرغم من أن”طاغور” كان قد حظي بأكثر من ترجمة إلى اللغة العربية إلاّ أن ترجمة التليسي نالت استحسانا واسعا في أوساط المثقفين والأدباء والكتّاب وعبروا عن إعجابهم بهذه الترجمة التي جاءت في 3 مجلدات في كتابات ومقالات نشروها في صحف ومجلات في أكثر من عاصمة عربية.
ثم أصدر التليسي ثلاثة مجلدات ضمت ترجماته لأشعار الشاعر الإسباني “لوركا” وما كتب عنه من دراسات. يومها لم يخف التليسي اعتزازه العالي بما صنع حين كتب يقول في مقدمة الكتاب “حين كان الآخرون يترجمون وينشرون .. كنت أترجم وأطوي .. وحين قرأت ما ترجموا رأيت أن أنشر ما طويت” . ومن حقه أن يكتب هذا بعد إنجازه لتلك الترجمة البديعة الرائعة.”
“قدم التلسي أحدث ترجماته في مجلد ‘البحر المتوسط : حضارته وصراعاته’ لمؤلفه ‘أرنل براد فورد’ الذي يؤرخ فيه للدورات الحضارية التي تتابعت على هذا البحر.ولعل السبب الذي دفع التليسي لأن يقدم على ترجمة هذا الكتاب حسبما ورد في المقدمة هو موقف المؤلف البريطاني الذي كان منصفا للعرب وحضارة المسلمين فلم يبخس دورهم ولم يطمس إسهامهم البحري في مرحلة السيادة الإسلامية على البحر المتوسط علاوة على الأهمية الجيوستراتيجية المتعاظمة لهذا البحر.”
وبفضل ترجماته عرف الكاتب الإيطالي الشهير لوي جى بيرندلو 1867-1936 الذي فتن به خليفة التليسي في شبابه ، وترجم ما ترجم من قصصه وبعض أعماله المسرحية، ومنها “صوت في الظلام” التي صدرت ترجمتها العربية سنة 1960 و”قصص إيطالية” و”الفنان والتمثال” وقد جذبه ألبرتو مورافيا 1907-1990 لفترة، فترجم بعض قصصه في مجموعة “ليلة عيد الميلاد” التي يحتل فيها مورافيا الصدارة، إلى جانب أعلام القصة القصيرة ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين ولا أزال أشعر بدين شخصي لخليفة التليسي الذي كان أول من قادني إلى معرفة الأدب الإيطالي الحديث، والإقبال عليه بما قادني إلى معرفة أعلامه من المبدعين،عبر مراحلها لمختلفة، وكانت لغة الترجمة السلسلة التي يؤثرها التليسي خير مشجع للفتى اليافع الذي كنته في الستينات كي أقرأ ترجماته وأتابعها، وأبدأ من ترجماته عن الإيطالية مباشرة، وكان يعرفها معرفة أهلها، منذ كان طالباً في وطنه الذي احتله الإيطاليون، وفرضوا لغتهم على الطلاب منذ المدارس الأولي وكان ذلك منذ التحق خليفة التليسي المولود عام 1930في مدينة طرابلس بالمدرسة منذ السادسة من عمره، وكان التعليم مزدوجاً بالعربية والإيطالية، وظل كذلك إلى أن تحول الأمر مع بداية الحرب العالمية الثانية، ودخول الإنكليزية مع العربية بدل الإيطالية، فأتقن التليسي اللغتين، وترجم عنهما، وبفضل معرفتهما، انتقل من الترجمة عن الإيطالية إلى الإنكليزية، واستخدم معرفته باللغتين في تقديم الآداب المترجمة إليهما، فنقل أعمال طاغور الشعرية بعنوان “هكذا غنى طاغور” ثم “الديوان الكامل” للشاعر الإسبانى لوركا الذي نشره بعد طاغور، فضلاً عن عدد لايقل عن خمسة كتب في التاريخ الليبى عن الإيطالية.
ملامح شعر طاغور في ‘هكذا غنَّى طاغور’ (Geethanjali)
نشرت روائع طاغور الخالدة ، بترجمة رائدة وغير مسبوقة للأستاذ خليفة محمد التليسى، في ثلاثة أجزاء نشرتها الدار العربية للكتاب بليبيا سنة 1989. في الجزء الأوّل في هذه الترجمة “غيتانجلي” فيها 103 مقطع و”البستاني” 85 مقطع. وفي الجزء الثاني في هذه الترجمة “جني الثمار” فيها 83 مقطع ، ورجال المجاذيف، أنشودة الهويمة ، شكر، و‘هدية العاشق’ فيها 60 مقطع ، و”عبر النهر” فيها 78 مقطع و”الهاربة” فيها 37 مقطع، ورايداس الكنّاس، كريشناكالي، أغنية شانتي نيكتان، و.و.بيرسون،إشباع،ابن الإنسان،حرّيّة. وفي الجزء الثالث في هذه الترجمة “قصائد الأمل والتحدّي” ، والقصائد المترجمة فيها: سؤال ، النداء، الدين الزائف ، الرحّال، الدائم التحرّك، الطريق المفتوحة، الشرق، الإنسان الطائر، أيتها الأرض، المنبوذون، أفريقيا، أغنيات،نهاية اليوم،الجواب،انعتاق،عازف الناي،جاراتي، امرأة، العام المنصرم،حياة، أنا،لوحة، إدانة، المجهول،انسجام،القادم الجديد، الجرّة،الباب، أمل، القدوم والرحيل،في انتظارك،النهاية، ، و”الهلال”والقصائد المترجمة فيها: منطق الطفل،البيت،المشهد المهمل،سارقة النوم،البداية، دنيا الطفل،متى ولماذا؟، تشهير، القاضي،دمى،الفلكي، غيوم وأمواج، زهرة الشامبا، البلد المسحور،أرض المنفي، اليوم المطير، زوارق الورق، البحّار،الضفة الأخرى،مدرسة الزهور،التاجر، مشاركة، متفوق، الرجل الصغير الكبير،الساعة الثانية عشرة،حرفة الكاتب،ساعي البريد الشرير، البطل، النهاية،النداء،الياسمينات الأولى، شجرة البنيان،مباركة، رغبات، الهدية، أغنيتي،العقد الأخير،الملاك والطفل.
وقد ترجم خليفة التليسي في كتابه هذا “هكذا غنى طاغور” قصة شعرية جميلة وموحية عن شاعر وأرملة، فقد كان الشاعر تولسيداس يمشي على ضفاف نهر الغانج حين استوقفته أرملة، حرقوا للتو جثة زوجها، وسألته أن يساعدها على اللحاق بزوج تحبه، فطلب منها أن تعود إلى بيتها وخلال شهرين سيعود زوجها الميت إليها.
يقول خليفة محمد التليسي في مقدمته لكتاب‘هكذا غنّى طاغور’:”البخور يذوب ليتحلل في العطر، والعطر يذوب لكي يلتحم بالبخور ، والنغم يسعى لمعانقة الإيقاع بينما يعود الإيقاع متدفقاً في النغم ، والفكرة تبحث عن هيأتها في الصورة والصورة تبحث عن حريتها في الفكرة ، واللانهائي يبحث عن لمسة النهائي والنهائي يبحث عن اعتناقه في النهائي، أي مأساة هذه تجري بين الخلق والتدمير وهذه الحالة بين الفكرة والصورة ، العبودية تُصارع الحرية والحرية تبحث عن راحتها في العبودية.”
ومن أهم مؤلفاته المترجمة من الأدب الإيطالي وغيره:
1. الفنان والتمثال،اللجنة العليا للآداب 1967
2. قصص إيطالية، دار الثقافة 1967
3. ليلة عيد الميلاد، دار الثقافة 1968
4. طرابلس تحت حكم الأسبان، دار الثقافة 1968
5. طرابلس من 1510 -1850 ، دار الفرجاني 1969
6. الرحالة والكشف الجغرافي في ليبيا، دار الفرجاني 1971
7. ليبيا أثناء الحكم العثماني، دار الفرجاني 1971
8. ليبيا منذ الفتح العربي حتى سنة 1911، دار الثقافة 1974
9. سكان طرابلس الغرب ، دار الثقافة سنة 1975
10. مذكرات جيولتي ،الدار الجماهيرية سنة 1976
الخاتمة: وأخيرا، إن الدكتور خليفة محمد التليسي معادل رمزي وموضوعي للأدب العربي الحديث في ليبيا، فهو واحد من أهم رواده ومؤسسيه. في هذه العقود الخمس تبلورت أهم المدارس الأدبية والتيارات الفكرية والأشكال الفنية الإبداعية التي عرفتها ليبيا عشية انحسار المرحلة الاستعمارية التي كان خليفة التليسي مؤسسا ورائدا وراعيا لها. عزز حضوره الفاعل في ميدان التجديد الشعري ، بما أصدره من مختارات شعرية من ديوان الشعر العربي والعالمي.
بالخلاصة الميادين التي اتصل التليسي وطرق أبوابها هي الأربعة- النقد والشعر والقصة والترجمة، ميدان القصة هو الذي يعرف القارئ أن له فيه تجارب رائدة نشرها في صحافة ذلك الزمان وجمعها فيما بعد في كتابه ‘زخارف قديمة’, وأنه خاض في ميدان المجازات- الصناعة الثقيلة- في المجال الثقافي، بدءا بكتابه التاريخي الموسوعي ‘معجم معارك الجهاد’. وتميز أسلوبه بخصائص لغوية وبلاغية ورمزية وكان صاحب رسالة شعرية هادفة، تغنى بحب الوطن في قصيدة رائعة تعد نموذجا يقتدى به. استطاع أن يبني لنفسه ثقافة واسعة، فهو عصامي، علم نفسه بنفسه حتى أصبح مدرسة لغيره. وقصيدته ‘البيت الواحد’، يدل على تعمقه في التراث العربي، فقد كان منذ صغره يهتم بالدراسات التراثية، وترك ذلك التراث أثره على أسلوبه ولغته ومنهجه، حيث اتسم أسلوبه بالرصانة والجزالة، فبالقول القطع والحتم لا حاجة لبسط الكلام فيه ولا في أعماله واحدا بعد واحد إلا سيتضح أنه طوي في يمينه ما لا يمكن لأحد أن يطويه من بحر اللغة والأدب. والله ولي التوفيق.
أهم المصادر والمراجع:
مصطفي عبد الله بعيو ، المختار في مراجع تاريخ ليبيا، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت 1972
د. هنري حبيب ، ليبيا بين الماضي والحاضر، ترجمة شاكر ابراهيم، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع 1981
الدكتور شاه نواس محمد السلمي ومحمد رافع زين الدين السلفي ، موجز تاريخ العرب، ، دار الأديب ، ترور- الهند ، ، ط2 ، 2012 م
خليفة محمد التليسي ، الشابي وجبران
خليفة محمد التليسي ، معجم النفيس من كنوز القواميس
‘النفيس من كنوز القواميس: فعاليات ندوة تكريم الدكتور خليفة محمد التليسي، الجمعة 23 نوفمبر 2001
‘جهاد فاضل’ آخر أعمال خليفة محمد التليسي ،بيروت مكتب الرياض
خليفة محمد التليسي ، ‘سكان ليبيا’ ، الدار العربية للكتاب ج 1
خليفة محمد التليسي ، ‘بعد القرضابية’ ، دار الثقافة 1973م
خليفة محمد التليسي ، ‘قصيدة البيت الواحد’ ، دار الشروق ،القاهرة 1991م
ديوان خليفة محمد التليسي ، الدار العربية للكتاب ،1989، طرابلس ، ليبيا ، ص 28
د\ محمد نيلامبور، الأستاذ المساعد، قسم العربية، جامعة كاليكوت، الهند، مكتبة عربنيت، كاليكوت ، رابيندرنات الطاغور